تهتم بالأعمال الثقافيه والادبيه من الشعر و الرواية والقصص والكتب الكترونية

Banner 468

إشترك بالمدونة ليصلك كل جديد من روايات و مقالات

ضع بريدك الالكتروني هنا

Facebook
RSS

رواية قلب حجر ولكن ..

-
أرض الكتاب

      قلب حجر ولكن . . .   




بسم الله الرحمن الرحيم 


"مقدمة"

العشق هو مرحلة ما بعد الحب هو المرحلة القبل الجنون وفي العشق يكون العاشق لا يطيق فراق حبيبه أو عشيقه أكثر من ساعة واحده  ويكون في حالة هستيريه عندما يكون بعيد عن الشخص الذي يعشقه ... العشق مرحلة لا يصلها إلا أصحاب القلوب البيضاء الأوفياء الذين يخلصون إلي أنفسهم أولا ثم إلي من يعشقون ... المرحلة بعد العشق هي الجنون 
هذه المرحلة خطره جدا بكل ما تحمله ألكلمه من معني فهذه المرحلة تصيب صاحبها بجنون له طعم خاص طعم لا يعرفه إلا من هم مجنونين بمن يحبون أن مرحلة الجنون أعراضها النوم الكثير في حاله غياب المحبوب كما انك تري وجه حبيبك في كل مكان في الجدران في الكتب وحتى في وجوه الناس .. تحب الجميع وتكرههم في آن واحد تحبهم لأنك تري وجه حبيبك فيهم وتكرههم لأنهم ينبهونك بأنهم ليسو الشخص الذي تظن  إن في مرحلة الجنون لا يمكنك الابتعاد عن حبيبك أكثر من دقيقه واحد وفي حاله حدوث الفراق تؤدي بصاحبها إلي ألعزله التامة 

فما آمر الفراق علي العاشقين وما أقساه 

في هذه الرواية نتحدث عن العشق  وأبطال روايتنا هم 



1/ عمر
2/ هند
3عبير
4/سلمي 



الأسماء من نسج الخيال ليس إلا 
والرواية ليست إلا من خيال الكاتب

اهداء الي الاصدقاء:

احمد حيدر , محمد طالب , يوسف طالب , ساره عبد الله , رهام علي الفادني
تامر حيدر , عبد المنعم جمعه علي , فريده (فرفر-رهق النقاء) , عفراء عماد

والي كل احبابي واصدقائي واذا كنت نسيت ذكر احدهم فإعزروني..







بقلم الكاتب الصغير الزليل الي الله : معتصم جمعه علي













1
"تعريف"

عمر رجل كثر المرح عنصر مهم للفكاهة بين أصدقائه يحب القراءة والكتابة كثيرا يكتب القليل من أبيات الشعر التي يعتبرها أصدقائه رديئة وسيئة جدا ولكن عمر يعتبرها عظيمة .

رجل لا يعرف الحب لم يقتنع بوجوده حتى كثير العلاقات ويكذب كثيرا ولكنه زكي فبرقم كل كذبه إلا انه لم يكن مصدر أو سبب لجرح أي قلب من القلوب .. أو بالأصح كان سبب جرح القليل من القلوب .. ولكنه كان كالبلسم يوضع علي الجراح فتطيب ...
محبوب بين أصدقائه ذو شعبيه كبيره يساعد الناس دون مقابل 
رجل يحب الموسيقي ويحب الغناء فهو يعتقد انه يملك صوت جميل فتجده عندما يكون مع خلوه بنفسه يدندن ببض أغاني العندليب الأسمر "عبد الحليم" 
فهو يعتبره أفضل فنان عربي ويحبه ويحب أغانيه
وكثيرا ما تجده أمام شاشه حاسوبه الخاص فهو كما علمتم رجل اجتماعي يحب الناس فتجده يقتحم المواقع الالكترونية الاجتماعية وفي كثير من الأحيان يقضي طول يومه أمام احد المواقع الاجتماعية 
لا يكن ضغينة لأحد ولا يكره احد الناس كلهم سواسية بنظره .







العلاقات مع الجنس الأخر 
 

الكاتب: - 

كما علمتم أن عمر كثير العلاقات ورجل يهوي المرح والعب .. في نظرة بعض الناس انه سأزج وحقير ولكنه يعتبر أن كل الناس مثله كثيرو العلاقات .

الرواية:- 

 ليله هادئة القمر مكتمل السماء صافيه مليئة بالنجوم النسيم عليل وتصاحبه  نسمه باردة تعتلي وجه عمر ابتسامه بيضاء يرتدي أجمل الثياب في خزانة ملابسه يضع العطر الفرنسي متأنق وفي كامل أناقته يرن جواله الموضوع علي طاوله الكتب خاصته يخرج من غرفته مسرعا إلي غرفة المكتب يحمل هاتفه النقال ويجيب علي المكالمة ...
انه احد أصدقائه يدعوه لحفل شاي بإحدى النوادي .. وافق عمر دون تفكير اخذ مفاتيح سيارته السوداء اللون فقد كان مولع بالون الأسود تماما ... 
2
انطلق إلي مكان الحفل ومازالت الابتسامة تعتلي وجهه .. وصل ... وجد الكثير من الناس في انتظاره وأصدقاء لم يلتقي بهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام ... تفاجئه  برؤيتهم تبادلوا الأحضان من كثر أشواقهم لبعضهم .

العشب الأخضر داخل النادي يملا المكان والموسيقى الهادئة هي المسيطرة علي الموقف ... الناس بالداخل يتحدثون بصوت منخفض جدا .
جليس علي الأريكه العريضة الموضوعة بمنتصف المكان الكثير من الكراسي البيضاء اللون حوله يجلسون عليها الكثير من الناس كما لو انهم ينتظرون ان يحدثهم هذا الرجل الذي يجلس امامهم بكل ثقه من نفسه وتعتلي فاهه بسمه ...
جلس بقربه احد أصدقائه وصارو يتحدثون عن التغيرات التي حدثت لهم في ظل المدة التي لم يرو بعضهم فيها الحليب والقهوة وبعض المخبوزات هي ما كان يتناوله الناس في الحفل .
وبينما يرتشف القليل من كائس الحليب المخلوط بالقليل من عصير الفراولة ... لمح فتاه من بعيد تلوح بيدها ناحيته وتحدث صديقتها التي تجلس بقربها ...
كانت الفتاه بيضاء اللون صاحبه شعر اسود طويل عيونها زرقاء جميله ابتسامتها رقيقه ... تعجبته كثيرا .
فلوح لها بيده من بعيد وبادلته التلويح بابتسامه عريضة نهض من مكانه واتجه ناحيتها ويحمل في يده كائسه الذي لم يرتشف منه الا رشفه واحده 
كان هناك كرسي فارق لا يجلس عليه احد بالقرب من تلك الفتاه صاحبه النظره القرمزية التي سحرت عمر من اول نظره ....جلس وبكل ثقه من نفسه لم يهتم للناس من حوله اخرج ورده بيضاء من جيبه كان قد اقتطفها من احد المشاتل كعادته.. ليهديها لاجمل فتاه يصادفها .. وهذا ما يفعله كل ليله .
أمسكت الفتاه الوردة بيدها وبصوت منخفض قالت له " متشكرة ... ورده جميلة "

الكاتب :- 

 لم يكن عمر يعطي بالا للوردة ولا للفتاه ولكنه أشبه بزير نساء أو بالأصح انه زير ويحب ن يجمع كل نساء الدنيا حوله .

الرواية :- 

 كان عمر متلهف لمعرفه اسمها  ... سألها فأجابت اسمي هند .
3
نعم تلك الجميلة اسمها هند .. وصاروا  يتبادلون الحديث كل منهم يحدث الأخر عن نفسه  حتى انتهي الحفل ولم يبقي احد غيرهما الاثنان .. عمر وهند .  طلب منها أن يقلها إلي المنزل بحجه أن الساعة قد تأخرت فوافقت بعد أن نظرت إلي ساعتها .
  منزلها به حديقة كثيفة وكثيرة الأشجار كانت الساعة بقرابة بعد منتصف الليل ... ترجلت من السيارة وقالت له " تصبح علي خير " 
طلب رقم هاتفها بحجه انه يريدها صديقة له وانه ليس ليديه أصدقاء كما أنها سحرته من أول نظرة من عينيها قالت له أنت من سحرني وان لم تطلب أنت رقم هاتفي كنت أنا من سيطلب رقم هاتفك ...
أخد رقم الهاتف ومازالت الابتسامة تعلو وجهه فلم يعتقد بأنه سيحصل علي الرقم بهذه السهولة وهذه السرعة ... انطلق بسيارته متجها إلي منزله .. وصل المنزل ..صعد الي غرفته بدل ملابسه وتناول القليل من الطعام ثم اخرج من جيبه صندوق سجائره الخاص أشعل واحده ثم استلقي علي ظهره في فراشه واخذ هاتفه ليها تف هند ...
رن الهاتف مرتين أجابت وبصوت منخفض خوف من أن يسمع صوتها احد والديها .. كان الحوار شيق بينهما  لم يمل احد من الأخر والضحكات هي التي كانت سيدته  المكالمة وفي ختام  المكالمة قال لها تصبحي علي ألف خير ... ثم اقلق الهاتف كانت الساعة بقرابة الثالثة صباحا .. بداء الإرهاق والتعب يسيطر عليه وغلبه النعاس .

الكاتب :-  

 هذا ما يفعله عمر في كل ليله وكل ليله مع واحده أخري وما فعله اليوم سوف يفعله غدا مع سيده جديدة فهذا الرجل كما عرفتم لا يعرف الحب .... او كما يقول البعض ليس لديه قلب .

الروايه :-

 كان قبل ان يخلد للنوم قد ضبط منبه الساعة ألصغيره الموضوعة علي  طاوله مستطيله الشكل صغيره الحجم بالقرب 
من فراشه علي الساعة الثامنه صباحا عكس بقيه الايام فكانت ساعة المنبه دائما علي الساعة السابعة ... ولكن اليوم ارهق نفسه كثيرا وأراد ان ياخذ قسطا من الراحة ...

صوت رنين المنبه عاليا يرن منذ اكثر من نصف ساعة ولم يستيقظ عمر بعد الساعة الان الثامنه وخمسة واربعون دقيقه . 
استيقظ .. فتح عينيه فقط ينظر الي سقف حجرته التعب يملا ملامح وجهه ومازال المنبه يرن حمله بيده اوقف رنين المنبه الصغير ثم عاد الي النوم مره اخري ولم يستيقظ الا الظهر..
السماء تملائها القيوم جو عاصف ورياح عاتيه كانها تحتج علي افعاله كما لو انها تريد ان توصله رسالة بان كف عن الذي تفعله .
نهض من فراشه مترنح الخطي غير قادر علي الثبات في الارض دخل حمامه عسى ان يستحم فيعود له النشاط .. وبينما هو داخل حمامه سمع نداء والدته تصيح باسمه فرد قائلا .. ماذا هناك لما كل هذا الصياح منذ الصباح يا امي ... اجابت بانه الظهر الان ولكن هاتفك يرني يا بني منذ مده .. حينها تزكر بانه في الامس قد تعرف علي فتاه جديدة خرج من الحمام مسرعا ليرد علي الهاتف  
 وصل غرفته اخذ الجوال مسرعا دون النظر حتى الي الرقم الظاهر بالشاشة واجاب علي الهاتف " كنت اتوقع اتصالك يا هند " قالت له ومن هند هذه .
عندها لم يستطع الكلام ان التي تتصل ليست هند وانما كانت عبير .

رد عمر وبصوت متقطع وتلعثم كبير " عبير ! "
صباح الخير يا عمري كنت اعتزم الاتصال بك الآن .. قالت له .. من هند هذه يا عمر التي تتوقع اتصالها ؟ .. قال لها إنها ممرضة أمي ... الم اقل لك إن أمي مريضة مريضه قليلا وانه يجب أن تعاينها الممرضة من حين إلي أخر .. قالت له نعم أخبرتني وهل والدتك ألان في تحسن بعد أن خرجت من المستشفي .؟
قال لها وبصوت متلعثم ويخشي أن تكتشف عبير كذبة أن أمه كانت بالمستشفي ..
نعم ... نعم بخير ألان . ولكن دعكي من أمي ألان واخبريني هل عدتي من سفرك أم لم تعودي بعد  ؟
عبير : ليس بعد ولكن أظن بأننا سنأتي بعد ثلاثة أيام .
عمر : أتمني أن تأتي بسرعة فأنا متشوق لرؤيتك .
عبير : وأنا أيضا 
عمر : حسنا يجب أن أغلق الهاتف ألان حتى أتمكن من الذهاب إلي العمل فلقد تأخرت   اليوم كثيرا .
عبير : حسنا إلي اللقاء 
عمر : إلي اللقاء . 

أغلق الهاتف ووضعه علي الطاولة  وفي نفسه يقول ... يأل غبائي كنت سأفضح روحي ولكن الحمد لله فقد أغبي مني .. وختمها بضحكه هستيريه .
دخل غرفته فتح خزانه ملابسه .. ارتدي بنطا لا   وقميصا وتأهب للخروج .
ولكن الطقس لم يسمح له فانهمر المطر بغزاره ... أمطار كثيفة  تحجب الرؤية وبرق يقصف الأبصار ورعد يطرش الأذان .
استسلم عمر وجلس في المنزل علي أمل أن يتوقف المطر اخرج صندوق سجائره وأشعل سيجاره . بداء المطر يهدأ قليلا فقليلا ... لم يتوقف المطر تماما .. انقشعت القيوم صوت العصافير يملا المكان وقوس قزح يزين السماء تأمل عمر ونظر إلي  واخذ نفسا عميقا .. ابتسم ابتسامه خفيفة ..
خرج وهو ألان  في طريقه إلي مكان العمل .. يستمع إلي عبد الحليم  الذي يغني من داخل كاست سيارته .. يرفع صوت الكاسيت ويغني مع ألأغنية وهو بكامل سعادته .
وصل إلي مكتبه وكعادته عليه أن يفتح الموقع الاجتماعي أولا وبعدها ينجز ما عليه ن أعمال ... ينادي احد ألأشخاص الموجودون بالقرب من مكتبه ويطلب أن يحضر له فنجان من القهوة الساخنة ...
يرفع سماعة هاتف المكتب ويتصل .....
عمر : صباح الخير 
هند : صباح النور 
عمر : كيف حالك ... لم استطع الاتصال بك من الصباح لأنني استيقظت قبل ساعة أو اقل قليلا  ..
هند : نعم اعلم فيوم أمس كان مفعم بالحيوية وأتعبنا السهر كثيرا .. حتى  أنا استيقظت بصوت رنين الهاتف عندما اتصلت أنت    .
عمر : اعتذر لإزعاجي لك لم أكن اعرف انك نائمة اعذريني .
هند : لا عليك .. في الحقيقة  كان يجب أن استيقظ مبكرا لدي بعض الأشياء  كان يجب أن افعلها ... " تسكت قليلا ثم تقول " ليتك اتصلت منذ الفجر علي الأقل كنت ألان انتهيت من فروضي .... " وتختمها بضحكة " .. 
عمر : حسنا من ألان فصاعدا سأتصل عند الفجر . ولكن أريد أن أقول لك شي .
هند : قل ماذا تريد أن تقول .
عمر : أتذكرين تلك الفتاه السمراء التي كانت جالسة بالقرب منك بالأمس . 
هند : نعم ... كنت اسألها إن كانت تعرفك أم لا .
عمر : حسنا هل تعرفين هذه الفتاة 
هند : نعم .. إنها صديقتي وتسكن بالقرب من منزلنا .. ولكن لماذا تسال يا عمر .

الكاتب :-

 الم أقل لكم انه زير نساء .. لم يكتفي بهند ويريد صديقتها أيضا .

الرواية :-  

عمر : ليس هنالك أمر مهم ... فقط انتابني فضول لا أكثر لأنني رايتها تتحدث معك وعندما انتهي الحفل لم نجدها .
هند : نعم .. عندما انتهي الحفل لم نجد أي شخص .. فعلا كان الحديث معك ممتع ... تمنيت لو التقي بك  ألان  .
عمر : وأنا تحت أمرك ... اعتقد بأنك تقرئين  أفكاري فكنت سأطلب منك أن نلتقي مرة ثانية  .. ما رأيك اليوم عند المساء .
هند : حسنا لا يوجد ما يمنع .. سأنتظرك .
عمر : إذا إلي اللقاء ألان وسوف اتصل بك عند المساء حتى أتي وأقلك .
هند : حسنا ... إلي اللقاء . 

كان قد التفت بكرسيه المتحرك باتجاه النافذة وأعطي المكتب  ظهره بينما كان يحدث هند  .. وفي عاده عمر أن لا يغلق باب المكتب لأي سبب من الأسباب 
وعندما التفت إلي مكتبه مره أخري وجد عبير واقفة وقد سمعت كل شي دار بينه وبين هند .
سالت دموعها لم تنطق ولا حرف واحدا مازالت واقفة في مكانها وعمر ينظر إليها بدهشة لم يستطع أن يقول أي شي ... فهذه المرة تختلف عن كل مره .. فلقد سمعت الحديث بأذنها ولم يخبرها احد . 

الكاتب :-  

عبير المسكينة كانت تعتقد انه يحبها حقا مثل ما تحبه .. ولكن يا عبير هل تعتقدين أن مثل هذا الرجل المتحجر القلب يستطيع أن يحب .. مسكينة قد محطمتي قلبك بيدك . 

الرواية : - 

خرجت عبير تجتر أقدامها من شده الحزن فقد كانت الصدمة قوية ولكنها فتاة أصيله لا تنسي من تحبهم وذات عشرة كبيره .

وفي نفسها تقول .. لماذا يا عمر كل هذا .. ماذا ينقصني انأ حتى تبحث عن غيري؟ 
والكثير من الإستفهامات  
وفي طريقها إلي منزلها صادفت والدة عمر عائدة من سوق الخضار ألقت عليها التحية . 
عبير : كيف حالك يا خالتي 
والدة عمر : أنا بخير يا ابنتي .. كيف حال أمك وكيف حالك أنتي .
عبير : أنا بخير وأمي بخير أيضا .. بلغني انك كنت بالمشفي  عسي أن تكوني قد شفيت ألان يا خالتي .
والدة عمر : أي مشفي ؟ .. ومن قال لك هذا الكلام .. ما بال الناس لا يتركون أحدا في حاله ... إن صحتي جيدة جدا فما حاجتي للذهاب إلي المشفي ... عجيب أمر الناس أنا بخير يا ابنتي . 
عبير : تكاد العبرة تخنقها ولكن لا تريد أن تبكي أمام والدة عمر .. حسنا يا خالتي يجب أن اذهب الآن والحمد لله أن لم تكوني بالمشفي .
والدة عمر : رافقتك السلامة يا ابنتي .

ألان تبين لعبير أن عمر كان يكذب عليها طوال هذه الفترة وان كل أسماء الفتيات الذي كان يذكرهم بالخطاء ويتحجج أنهم ممرضات والدته .. لم يكونوا ممرضات .. لان والدته لم تكن مريضة .

وصلت عبير إلي منزلها .. دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها وألقت بنفسها في فراشها وأخذت الوسادة في حضنها وانفجر بركان بكائها وبركان الحسرة  

أما عمر فلم يعطي الموضوع أي أهمية كما لو أن شي لم يحدث .. أكمل يومه دون أن يعين نظرة لتلك المسكينة عبير ... وفي المساء اتصل بهند ليخبرها انه يقف أمام منزلها ينتظر خروجها .
خرجت هند وهي بكامل أناقتها .. ترتدي فستانا احمر اللون يظهر مفاتن جسدها المثير .
صعدت بالقرب منه .. وانطلق بالسيارة علي خطي هادئة .. عطر هند زو رائحة جميله منعشة ...

عمر : مساء الخير يا قمر .
هند : مساء النور " ويعلو فاهها ابتسامه رقيقه " 
عمر : كيف كان يومك .. أنا أمس لم استطع النوم من كثر تفكيري فيك .
هند : يوم جيد وكانت الأمطار سبب لتحسين الجو .. أصبح الجو جميل ... ولكن فيما كنت تفكر .
عمر : كنت أفكر هل يمكن أن نخرج اليوم مع بعضنا هل سأراك ثانيه .. وكنت أتذكر حديثنا مع بعض كلمة كلمة  .
هند : فعلا كان الحديث معك ممتع وشيق وقد ارتحت بالحديث معك كثيرا .. ولكن عندما سألتك هل أنت مرتبط و لك علاقة مع احدي الفتيات لم تجبني لماذا ؟ . 
عمر : لا اذكر انك سألتني هذا السؤال من قبل ولكن علي كل حال سأجيب علي سؤالك ألان  ... أنا ليس لي أي علاقة مع أي فتاه بل لا اعرف أي فتاة أنت أول فتاة اخرج معها .

الكاتب :-

رجل بلا قلب . ألا ذلت تكذب وماذا عن تلك الفتاة عبير أنسيتها عجيب أمرك .. اقسم انك ستنسي هند أسرع من عبير .

الرواية :-

هند ك عجيب لم أكن أتوقع انه ليس لديك علاقة مع احد .. فلقد كان هاتفك لا يسكت طوال الحفل .
عمر : نعم . .. الهاتف .. إنها أمي كانت تريد أن تطمئن علي لأنني عادة لا اتاخر خارج المنزل لهذه الساعة ... 
هند : إن جوالك لم يرن مره واحده .. أكثر من مره ... " تسكت قليلا ثم تقول " لا يهم دعك من هذا ..
عمر : لا عليك سأخبرك .. في الحقيقة أمي مريضة قليلا وكانت الممرضة تتصل لتطمئن علي أمي .. وكنت أقول لها بأنني خارج المنزل ولكن في طريقي إلي المنزل ... لهذا كانت تتصل كثيرا تظن إنني وصلت إلي المنزل حتى تتحدث مع أمي . " ويختمها بابتسامه "

 وصلوا إلي احدي الحدائق .. يجلسان علي طاولة صغيرة مستديرة الشكل عليها ملاءة حمرا اللون يتوسطها وردة بيضاء ..
احضر لهم النادل كوبان من الماء وطلب منه عمر أن يحضر لهم كوبان من عصير التفاح .
اخذ كل من الاثنان ينظران إلي عيون بعضهما بصمت ولم يتحدث أي منهما وتعتلي فاه كل منهما ابتسامه .
احضر النادل العصير وصارا يرتشفان عصيرهما بصمت ويتركان العيون هي التي تتحدث .


هند تحاول أن تثيره بنظراتها له المغرية التي تشع حنان ويصعب مقاومتها أي رجل .. ولكن رجلنا هنا يختلف عن كل الرجال فهو صاحب قلب لم يعرف الحب يوما ولا يقتنع  به ويظن أن الحب هو احدي الخرافات القديمة التي ليس لها أساس من الصحة ... ولكن هند بدأت تفتح قلبها لتسكن فيه هذا الرجل فكان قلبها رقيقا جدا ولم تستطع أن تخفي أو أن تنتظر القليل من الوقت  .
هند : عمر  .
عمر : نعم  .
هند : لماذا أنت صامت هكذا. 
عمر: أحاول أن أتمعن في جمالك بتركيز أكبر .
هند : يالك من ماكر ... فقد استطعت سلب قلبي .
عمر : ماذا تقصدين يا هند 
هند : نعم أنا احبك يا عمر 
عمر: وأنا أيضا ولكن كنت انتظر أن تقوليها أنتي خوفا من أن ترفضي حبي .. أنا اليوم اسعد إنسان علي وجه الكرة الأرضية .
هند : وأنا أيضا السعادة تغمر قلبي .. من الجميل أن تحب شخصا يحبك أيضا .
عمر : نعم .. شعور رائع .. تناولي القليل من العصير يا هند .. فأنا أكملت شرابي وأنت لم تتذوقيه حتى .
هند : حسنا سأشرب .

وصارت هند ترتشف من كأسها القليل .. القليل وتتذوق طعمه ومذاقه الحلو فاليوم هو يوم جميل في نظرها .. هي ألان تجلس مع من تحب وتعتقد بأنه يحبها أيضا ..
لم ينتهي الحديث بينهما .. بعد أن كانوا يحثون بعضهم كأصدقاء ألان صاروا  يحدثون بعضهم علي أنهم يحبون بعض .  
وفي أثناء حديثهم وحديث عمر المعسول الجميل الذي اسعد هند كثيرا بداء رزاز المطر ينزل من السماء بشكل قطرات ماء صغيرة جدا متتالية ببطء ورقه ونعومه علي خدود هند الجميلة .. نعم انه كان فصل الخريف .. فصل لا اعتقد أن هند ستنساه إلي يومنا هذا .
بلغت الساعة العاشرة مساء لم يكونا ينويان الذهاب فقد كان الحديث مفعم بالحب والحنان الكاذب من عمر ولكن الأمطار لم تسمح له بان كذبه .. خرجا من الحديقة وقد شبكا أيديهما ببعض .. صعدا علي السيارة احتماء من المطر الذي فجأة وبدون سابق إنذار انهمر بغزارة كبيره الجو أصبح بارد جدا ولكن السيارة كانت من الداخل دافئة فقد كان زجاج كل نوافذ السيارة موصده وبإحكام  .
فتح عمر درج سيارته أخرج احدي أشرطة الكاسيت ووضعه بالكاسيت .. بدأت الموسيقي تنبعث بحنان ورقه .. انه احدي أغاني أم كلثوم  تدعي " هذه ليلتي " أغنيه كلماتها ساحرة وشاعريه إحساسها مرهف .  
ألان ينظر كل ن هند وعمر إلي عيون بعضهما وينصتان إلي صوت أم كلثوم .. مازال المطر  ينهمر بل زاد سقوط الأمطار .. ويده تداعب يدها برقه .

الكاتب :- 

نعم .. هذا هو عمر الذي اعرفه .. يعرف كيف يوقع النساء في فخه المعسول من الخارج وجهنم الحمراء من الداخل .

الرواية :- 

يده تداعب يدها برقه وعيناه تشع حنان لم تستطع هند صاحبة القلب الرقيق مقاومته .. وسقطت في أحضانه .. إحساس جميل أن تكون بحضن شخص أنت تحبه .. ولكن عندما تكون بحضن شخص أنت تحبه وهو يحاول أن يخدعك فهذه جريمة وخطأ لا يغفره الزمن ولا التاريخ .
توقف المطر .. الساعة لان بمنتصف الليل .. انطلق بسيارته ليوصل هند إلي المنزل .. في الطريق لم يصمت أي منهما الحديث ممتع وأم كلثوم مازالت تغني .. جو رومانسي وتاريخ سيبقي داخل عقل هند إلي يوم موتها .. أما عمر فالنسبة له إنها ليله عاصفة وممطرة لا أكثر .. رجل قلبه من حجر .. وصل إلي منزل هند .. وترجلت هند من السيارة .

هند : تصبح علي خير حبيبي 
عمر : وأنت بألف خير حبيبتي ... اعتني بنفسك جيدا 
هند : حسنا حبيبي .. ورجاء لا تسهر اليوم اخلد إلي النوم مباشرة حين وصولك للمنزل .
عمر: حسنا .. إلي اللقاء .
هند: إلي اللقاء حبيبي .

دخلت هند المنزل فتحت الباب بالمفتاح الخاص بهي  فهي تملك نسخه من مفتاح المنزل دون أن يعلم  والدها بالأمر ولا يعلم احد أن هند تملك نسخه إلا والدتها ..
وعندما دخلت وجدت والدها في انتظارها .. اندهشن هند كثيرا لرؤيتها والدها .. فلقد كان مسافرا منذ فترة طويلة ولا تتوقع وصوله اليوم . 

هند : أبي ... لماذا عدت .. . اقصد متى عدت .
ولد هند : عدت لأنني والدك وتلك المرة والدتك هي زوجتي .. وهذا بيتي وأنتي ابنتي ... التي لم أنجب غيرها .

الكاتب :- 

نعم هند كانت وحيده ليس لديها أخوان رجال أو أخوات فتيات يؤنسنها .. هي ووالدتها فقط .

الرواية :-

هند : لم اقصد أن أجرحك يا أبي ولكن لم أتوقع وصولك اليوم كما انك لم تتصل حتى .
والد هند : اعلي أن اتصل قبل أن احضر ألي منزلي ... قولي أين كنت إلي هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟ .
هند : بصوت متقطع والقليل من الخوف ... تحاول إيجاد كذبة تخرج بهي من غضب والدها عليها.. أنا ... كنت ... كنت .. عند صديقتي .. نعم عند صديقتي .. فاليوم هو عيد ميلادها وكنا نحتفل معها . 
والد هند : حسنا ادخلي غرفتك واخلدي للنوم .
هند : حسنا يا أبي .. تصبح علي خير .

كما لو أن جبل من الصخر انزاح من علي قلب هند .. لقد كانت خائفة جدا من أن لا يصدق والدها كذبة انهي كانت تحتفل بعيد ميلاد صديقتها وقد شكرت الله كثيرا لأنه لم يطلب منها أن يتصل بصديقتها ليبارك ويتمني لها عاما سعيدا .

دخلت غرفتها .. وبدلت ملابسها .. وخلدت إلي النوم .

مرة شهر كامل علي هذا الحال بين عمر وهند يلتقيان كل يوم أحيانا عند المساء وأحيانا عند الصباح والهاتف دائم التواصل بينهم طيلة هذا الشهر .. لم يحاول عمر الاتصال بعبير أو أن يسال عنها ليعرف إخبارها أو يطمئن عليها .

لقد كانت عبير تمر بحالة صدمة قوية فلم تعد تبرح المنزل لأي سبب من الأسباب تدني مستواها العلمي صحتها في تدهور كامل .. فقدت شهيتها للطعام أصبحت نحيفة غير مهتمة بمظهرها الخارجي منكوشة الشعر متسخة الملابس لا تحدث احد ولا تسمح برؤية احد . ولدتها المسكينة لا تعرف ماذا حدث لابنتها عبير أصبح جو المنزل كئيب .. فمصدر حيويته والهزة التي كانت تشع الأمل وتشرق شمس المنزل فقد ذبلت لم تعد قادرة علي مقاومه ألامها وأحزانها فاستسلمت لها .
انتشر الخبر في أرجاء المكان أصبح حديث الناس عن حالة عبير هو أهم حدث الأطفال الرجال والنساء وكل السكان في هذه المنطقة ليس لديهم حديث سوي حالة عبير الهستيرية وصاروا يتبادلون ويحرفون الحديث كل علي طريقته فمنهم من يقول أنها تسكنها الشياطين ومنهم من يقول إنها تفعل هذا لتهرب من فضيحتها فقد أنجبت طفل وقتلته وكثرة الإشاعات والأقاويل . الكل يحاول قتلها بلسانه .

سمع عمر بالخبر ففكر بان يترك البلدة لبعض الوقت عسي في غيابه يتحسن الوضع .. حزم حقائبه وانطلق إلي احدي المدن البعيدة ... والدة عبير هي صديقة والده عمر المقربة فعندما سمعت والده عمر عن خبر حالة عبير كان لابد أن تذهب لرؤيتها فهذا هو واجبها ويجب أن تفعل ...
الخريف لم ينتهي بعد ولكنه في نهايته ودائما النهاية تكون قاسية .
الساعة ألان الثانية بعد الظهر .. الغيوم تغطي الشمس تماما الرياح باردة وتصحب معها القليل من حبات الرمل الناعمة تارة و تارة تصحب معها الكثير ... الرمل أصبح يغطي معظم منزل عبير .. لم تعد والدة عبير تهتم بالمنزل كثيرا من شدة حزنها علي ابنتها ... ألان عبير داخل غرفتها نائمة وتوصد الباب عليها من الداخل 

خرجت والدة عمر من منزلها تحمل مظلتها خوفا من أن تمطر السماء .. لقد كان الجو متقلبا كثيرا وينهمر المطر دون سابق إنذار .. وبينما هي فعلا في طريقها إلي منزل والدة عبير انهمر المطر وشكرت الله علي أنها أخذت المظلة معها .
وعندما وصلت إلي منزل والدة عبير كانت ثيابها قد امتلأت  بالماء فبرغم المظلة  ابتلت ثيابها كانت الأمطار غزيرة والرياح القوية تأخذها يسارا ويمينا .
طرقت الباب .. فتحت لها والدة عبير الباب .. سلمت عليها ثم دعتها للدخول .
عندما دخلت والدة عمر انهمرت دموعها حزنا فلقد أصبح المنزل مثل منازل الأشباح .. العنكبوت بني عشه في كل مكان و الرمل يغطي الفراش والكراسي وحتى الأرضيات لا يوجد شي إلا وعليه رمال .
أخذت والدة عمر والده عبير في حضنها ... وبدءوا البكاء .. بكاء بصوت عالي الاثنان يبكيان بحرقه والده عبير تبكي علي حالة ابنتها و والدة عمر تبكي علي حالة عبير و والدتها .
هدءوا قليلا ثم جلسا علي احد الكراسي بعد أن مسحت والدة عبير الرمال من عليها بثوبها .
والده عمر : ماذا حدث ... لم كل هذا الحزن الذي يملا المنزل ما بكم وما بال عبير ؟ 
والدة عبير : تمسح دموعها وتقول .. لا اعرف ما الذي حدث لابنتي .. لم اترك طبيبا واحدا لم نذهب إليه ومازال الحال علي حاله .. بل كل يوم تزداد حالتها سؤ .. اليوم صار لها أكثر من شهرين ولم تتحسن حالها... فقط تنظر إلي ولا تحدثني حتى ... كما لو أن عين شر أصابتها .
والدة عمر : تنزل دمعة من عينيها ... وتحاول أن تواسي والدة عبير في مصيبتها ... ولكن العبرة تخنقها ولم تستطع سوي البكاء وبصوت عالي .

عاد البكاء إليهما مجددا والده عبير تبكي و والدة عمر أيضا .
وفجأة سمعة صراخ عبير ... إنطاقا الاثنان مسرعتان نحو غرفتها ... يطرقان الباب ولكن عبير لا تفتح ومازالت تصرخ ..  وتصرخ بصوت عالي .
والدة عبير بدأت ويحاولان كسر الباب ... الاثنان يدفعان الباب بقوه حتى انفتح الباب .
وجدوا عبير مرمية في احدي زوايا الغرفة المظلمة المليئة ببيوت العنكبوت تمسك بطنها وتصيح ... كان بالقرب منها احدي صناديق العقاقير .
نعم ابتلعت كامل صندوق العقار كانت تريد الانتحار ... حملوها الاثنتان وأخذوها إلي اقرب مشفي .
احضر لهم الطبيب استمارة ليوقعوا عليها ... فقد كانت بحاجه لعملية جراحية خطرة ومستعجلة .
وقعت والدة عبير علي الاستمارة وأدخلت عبير إلي حجرة العمليات ... 6ساعات مضت منذ أن دخلت عبير غرفة العمليات ... لم يخرج أي طبيب بعد .. القلق والحزن و الخوف يملا وجه كل من والدة عبير و والدة عمر .
خرج الطبيب من غرفة العمليات ... اندفع الاثنان نحو الطبيب  ليطمئنهم علي حال عبير .
سكت الطبيب برهة من الزمن ثم قال ... قدر الله وما شاء فعل .
لم تستطع والدة عبير التحمل أكثر ... سقطت فاقدة لوعيها .. أخذوها إلي غرفة العناية المركزة أفاقت بعد نصف ساعة من الإنعاش .
والدة عبير تبكي وتصيح باسم ابنتها ... دخل عليها الطبيب .. والدة عبير تسال الطبيب ماذا حدث لابنتي ومازالت تبكي .
الطبيب يقول لها ... هدئي من روعك يا خالتي فابنتك بخير الحمد لله إلا إن العقار كان سبب في فقدان بصرها .

الكاتب :-

صدمة كبيرة لوالدة عبير نعم إن ابنتك عبير ألان أصبحت عمياء لا تري النور .. بل لا تري أي شي .. ألان لم تعد الألوان تعني لها شي .

الرواية :-

لقد تناولت عبير كمية كبيرة من العقار المخدر مما أدي إلي ضرر في شبكة العين وفقدت بصرها .
ألان عبير مستلقية علي سرير بالعناية المركزة بالطابق الثامن من المشفي مازالت تحت تأثير مخدر العملية .
تجتر والدة عبير أقدامها وتساندها والدة عمر ليذهبان إلي غرفة عبير حتى يلقيان نظرة ليطمئن قلبهما عليها . 
يستقلان المصعد ... وألان أصبحت الدموع تنهمر من عيون كل من والدة عمر و والدة عبير بصمت ... المشفي أصبح هادئ جدا حتى يمكنك سماع قطرات الدموع عندما تلتطم بأرضية المشفي .
دخلت والدة عبير إلي غرفة العناية المركزة التي بها ابنتها عبير .. لم يسمحوا لوالدة عمر من الدخول لأنه من غير المسموح الدخول علي المريض أكثر من شخص واحد فقط ... والدة عمر ألان تنتظر بالخارج .. يملا وجهها الحزن والآسي علي عبير .
عبير تلك الزهرة البيضاء الطاهرة .. التي ذبلت قبل أن تكمل الثاني والعشرين من العمر حتى .
والدة عبير ألان تجلس بالقرب من بنتها تمسح بيدها علي شعرها الدموع ما زالت مستمرة تنهمر كما لو كانت مطرا دموع من غير صوت .. وعبير ما زالت نائمة .. ولا تعلم أنها فقدت بصرها بعد .
تتحدث في نومها بصوت أجش غير مفهوم بصوت منخفض دون أن تحرك شفتيها .. ومن حين إلي أخر تنادي باسم عمر ... نعم عمر ذلك الرجل السفاح عديم القلب .  

   مرة أسبوع علي هذا الحال لم تخرج عبير من المشفي بعد ...
الطبيب : ينادي علي والدة عبير
والدة عبير : نعم ... أنا هنا يا ولدي 
الطبيب : اليوم يمكن أن تخرج عبير لقد استقرت حالتها .. يمكنك أخذها في أي وقت .
والدة عبير : أتعني انه يمكنني أخذها ألان ونذهب إلي المنزل 
الطبيب : نعم يا خالتي يمكنك هذا .
والدة عبير : أشكرك كثير ... سنذهب ألان.

تدخل والدة عبير غرفة الإنعاش الخاصة ببنتها .. المكان مظلم لم يدخل أي من الأطباء علي عبير منذ الصباح .. الغرفة مظلمة تماما 
والدة عبير :تضرب رجلها بأحد أرجل الطاولة .. وتقول .. ما هذا لماذا يتركونك في هذه العتمة لماذا لم يشعلوا الأضواء .
عبير : وما الفرق يا أمي .. حتى لو أشعلوها لا يمكنني رؤية شي .. وتسيل دمعتها .
تحتضن والدة عبير ابنتها وتضمها علي صدرها .. وتقول لها هذه أرادت الله يا ابنتي فاصبري وسوف يجزيك الله خيرا . ثم تقول لها .. كدت أن انسي قال الطبيب انه يمكننا اليوم الذهاب إلي المنزل .
عبير : لا أريد أن أعود إلي تلك القرية مرة أخري دعينا نستأجر في أي مكان أخر .
والدة عبير : ولكن لماذا يا ابنتي .. تلك القرية هي التي ولدت فيها وتربيتي فيها وجيراننا بمثابة أهل لنا .. حتى إن والدة عمر لم تبرح المشفي منذ أسبوع 
عبير : دموعها تنهمر وتكاد أن تبكي بصوت .. تتحدث والكلام يخرج متقطع من اثر العبرة .. أمي لا أريد أن أعود إلي تلك القرية مرة أخري .. ولا أريد لأحد أن يعرف إلي أين سنذهب حتى والدة عمر .
والدة عبير : ولكن لماذا لا نخبر والدة عمر ... فهي من تبقي لنا وهي سيدة طيبه .
عبير : لا أريدها أن تعرف فحسب ... وما زالت تبكي 
والدة عبير : تحاول أن تهدي ابنتها .. وتقول لها حسنا حسنا .. سوف نذهب إلي القرية القديمة إلي منزل جدك .. لا احد يعرف هذا المنزل ولن يعرف احد .
عبير : حسنا يا أمي .
تركت عبير و والدتها القرية وذهبوا بعيدا إلي مكان لا يعرفه احد مكان منعزل عن الناس يعيشون وحيدون فقط والدة عبير وابنتها العمياء .

مرت 4 أعوام  ... عاد عمر من سفره وجد القرية قد تغيرت معظم سكانها رحلوا ... وصل المنزل طرق الباب .. فتحت له الباب والدته .. قابلته بحضنها وأشواقها له .. فهو ابنها الوحيد الذي قاب عنها مدة 4 أعوام متواصلة .. يحدث أمه عن الغربة وشجن الغربة ومرارتها .. ويسأل عن السكان القدامى ... بعد أن أكمل حديثه مع والدته ترك حقيبته في الأرض واتجه نحو الباب 
والدة عمر : إلي أين ذاهب يا عمر .
عمر : إن ذاهب لازور عبير ووالدتها .. فلقد اشتقت إليهما كثيرا .
والدة عمر : أولم تعلم ما الذي حدث لعبير .
عمر ماذا حدث لها يا أمي .
والدة عمر : لقد فقدت بصرها منذ أكثر من 4 أعوام .. وكل القرية لا تعرف إلي أين ذهبت عبير و والدتها إلي يومنا هذا .

عمر لم يعد يقوي علي الكلام أصبحت أقدامه لا تقوي علي حمله يجلس بقوه علي الكرسي .. ويقول  : ولكن كيف حدث هذا يا أمي .
والدة عمر : كانت تحاول الانتحار يا ولدي ولا يعلم احد لماذا كانت تريد الانتحار حتي والدتها لا تعلم . .. فلقد تناولت كمية كبيرة من العقار المخدر مما أدي إلي خلل في عيونها .
عمر : ولماذا لم يخبرني أي منكم في وقتها ... الم يذكرني احد من سكان هذه القرية اللعينة حتى يخبرني بما حدث لعبير .. كان يجب أن تخبريني يا أمي .
والدة عمر : لم يكن بإمكاني هذا فلقد كنا متوترين كثيرا .. ولكن اذكر أن احد ذكر اسمك .. نعم . نعم إنها عبير كانت تردد اسمك وهي تحت تأثير المخدر .


عمر ألان بات يعلم لماذا كانت عبير تحاول الانتحار .. نعم انه هو السبب كانت ستموت لأجل هذا الرجل فلقد حطم قلبها .
وضع عمر يده أمام عينيه لكي يمسح دموعه قبل نزولها حتى لا تراها والدته .. دخل غرفته .. جلس علي الكرسي الموضوع في احدي زوايا الغرفة وبكي ... نعم بكي كثيرا حتى تورمت عيناه وجفت دموعه .

الكاتب :-

نعم هذا أفضل يا عمر .. ابكي فمن لا يبكي ليس إنسان وإنما حجر فالحيوانات تبكي .. عسي أن تغسل دموعك قلبك ويعود ابيض كما خلقه الله .

الرواية :-


كان عمر قد نسي هند من الشهر الأول ولم يعودا يتحدثان مع بعضهم حتى انه لم تعد هنالك علاقة بينهم .
بدأت رحلت البحث ... فهو ألان يريد أن يعثر علي عبير .. بحث في كل مكان عنها سال أصدقائها وصديقاتها ولكن دون جدوى .. لم يمل ومازال يبحث .. مضت 6 أشهر ليلا نهار يبحث عن عبير .. ترك عمله وأصبح جليس البيت اعتزل عن الناس .. لم يكن لديه سوي رقبة واحدة .. هي أن يجد عبير .
مر عام كامل .. أصبح عمر لا يخرج من غرفته جليس الوحدة ويفضل الصمت ... يستقبل بعض الأصدقاء وبعضهم لا يستقبلهم .. سريع الغضب .. يثور الأتفه الأسباب .. تدهورت حاله وقد ضاع كل الذي جناه في غربة الأربعة سنين .. باع سيارته .. أصبح مفلس ألان ليس لديه سوي حاسوبه الخردة القديم هذا ..
فقد الأمل في العثور علي عبير فقد مرت ألان قرابة السنتين وهو يبحث عنها ولا احد يعرف مكانها ... أصدقاء عمر يتساءلون ماذا حدث للرجل الضاحك الذي قول لن أعيش حياتي إلا وأنا مبتسم ..
ألان أين بسمتك يا عمر .. أصبحت وحيدا تفضل الوحدة . حتى هاتفك لم يعد يعمل تصادق الجدران وتأكل الورق فقط .
لم يكن يعمر يتذوق طعم الزاد فقط يأكل لكي يعيش .. أصبح جسده هذيل وضعيف البنية .
وفي لحظة رفض كل شي حتى بعض الأصدقاء الذين كانوا يزورونه أصبحوا لا يأتون لزيارته .. أصبح الجلوس مع عمر ممل جدا .. وما حاجتك لتكلم شخص يرد علي كلامك بالإشارة أو بهز رأسه .. نعم .. لم يعد يقوي علي الكلام .. فقد حس الدعابة .. وانكسرت شوكته .

خروج عمر من وحدته 

الكاتب :- 
نعم أصبح عمر وحيدا لا يجلس مع أي شخص ولا يحدث أي شخص حتى والدته .. ليس لأنه يحب عبير بل كان يشعر بالذنب تجاهها .. مهما كان فهو بشر .

الرواية :-

مضي وقت طويل علي وحدة عمر حتي انه اعتاد عليها .. حل الصيف الشمس حارة جدا حتى انه لزم الناس بيوتهم للاحتماء من حرارة الشمس المحرقة ...
بداء عمر المحاولة في الخروج من وحدته .. خرج من غرفته عند الصباح ... فرحة والدته كثيرا في هذا اليوم .
فبعد زمن طويل يخرج عمر من غرفته عند الصباح ... لقد كان عمر  لا يخرج من غرفته إلا في الساعات المتأخرة من الليل ليشاهد القمر خوفا من ان يلتقي أي شخص .. فلم يكن مستعدا بعد .

نظر إلي والدته .. قال .
عمر : أريد كأسا من الحليب يا أمي 
والدته عمر : حمد لله .. اشكر الله كثيرا انك تحدثت اليوم .. حسانا .. حسنا دقائق معدودة واحضر لك الحليب .
ولكن يا ولدي أرجوك اذهب واحلق لحيتك هذه فقد أصبحت كثيفة

عمر : اريد حليب يا امي .. كما ان اللحية لا تضايقني فدعك من امرها .

والدة عمر : حسنا يكفيني انك خرجت اليوم ... سأحضر الحليب .

السعادة تغمر قلب والدة عمر .. كان عمر جليس الوحدة ولكن لديه شخصية قوية فهو ألان يحارب لكي يجتاز محنته .

أحضرت له والدته الحليب ... امسك ألكاس بيديه الاثنين يشرب بشراهة كما لو انه لم يتذوق طعم الزاد منذ قرون 

تشور عليه والدته ان يخرج ليقابل اصدقائه .
لكنه يثور قاضبا ... ويقول .
عمر : لا اريد ان اري احد .. ليتني لم اخرج من غرفتي اليوم .

والدة عمر : هدي من روعك يا بني . لا تخرج كما تحب  ولكن لا تبقي جليس الوحده في غرفتك ... اذا كنت تحب وادتك تحدث معي  بادلني الحديث قل لي ماذا حل بك .

عمر : لا يوجد شي يا امي فقط احب ان ابقي وحدي 
والدة عمر : كما تحب يا ولدي ولكن عليك ان تبادلني الحديث من حين الي اخر .
عمر: حسنا يا امي .. كما تحبين .


نهض عمر من مكانه واتجه الي غرفة مكتبة التي لم يدخلها منذ مدة طويلة .
فتح باب المكتب ودخل .. يمسح التراب الذي يقطي شاشة حاسوبه ويحاول تنظيف المقعد ... تاتي والدته لتساعدة في تنظيف الغرفه .. والسادة تغمر قلبها .
وتقول في نفسها . انها بدايه عزله ولدي .. وتشكر الله كثيرا .

الكاتب :- 

نعم انها لبداية لنهاية العزلة الموحشة التي كان يعيشها عمر .. ولكن هل عمر رجل قوي بما يكفي ليجتاح محنته هذه .

الرواية :-

جلس علي الكرسي واوصل قابس الكهرباء بالحاسوب .. ثم قام بتشغيله .
كان يريد ان يسلي نفسه قليلا ... بداء بفتح بعض المواقع الغنائية .
انه الان يستمع لعبد الحليم .. مرت ثلاثة ساعات منذ ان دخل عمر الي غرفة المكتب .

يخرج الان من غرفة المكتب ويتجه الي غرفته .. يفتح خزانته ويخرج جواله ... قام بتشغيل الهاتف ..
الان يعود الي غرفة المكتب  يجلس علي حاسوبة مره اخري .
بداء بتصميم احد المواقع علي حاسوبه .. كان قد استعان ببعض الاستايلات الجاهزة ... الساعة الان الحادية عشر مساء بداء التعب والارهقا يسيطر علي عمر فهو منذ الصباح جالس علي حاسوبه .

اغلق الحاسوب ونهض من مكانه اتجه الي المطبخ ... تناول بعض الطعام ثم اتجه الي غرفته واستلقي علي فراشه ثم غط في النوم ..

ينام بعمق كما لو انه لم يذق طعم النوم .. تاتي والدته لتطمئن عليه وهو نائم .. تغطيه بغطائه الذي كان قد سقط علي الارض .. ثم تذهب والدة عمر لتاخذ قسط من الراحة وتخلد الي النوم .. فقد كان تنظيف غرفة مكتب عمر امر متعب ومرهق جدا . 

اشرقت الشمس يستيقظ عمر بنشاط وحيوية .. ينظر الي غرفته .. تامل الغرفة جيدا .. نهض من فراشه واتجه الي الحمام .. انه الان يستحم .. خرج من الحمام ووجد ان والدته قد حضرت له فنجان من القهوة الساخنة .. تناول قهوته ثم اتجه الي الباب .. 

هنا والدته امتلكتها سعادة غامرة ... في الامس قد خرج من غرفته وشغل حاسوبه  .. واليوم هو الان خارج من المنزل .
فما اكبر سعادة والدة عمر ...
خرج عمر من المنزل واتجه الي احدي المتاجر ليشتري صندوق من السجائر 
وصل المتجر .. طلب من الباع ان يعطيه صندوق سجائر .
اخذ الصندوق وهو الان في الطريق عائد الي المنزل .. وفي طريق العودة صادف احد اصدقائه ...
تفاجأ صديقه لرؤية عمر .. اسرف في اتجاه عمر ليلقي عليه التحية .

صديق عمر : يصيح باسم عمر حتي يتوقف ليتسني له الحديث معه .. يتوقف عمر ثم يقول صديق عمر : حمد لله علي سلامتك .

عمر : وهل كنت مريضا انا ... فقط كنت اقضي اجازتي وحدي .
صديق عمر : يقول باسلوب هزلي .. يالها من اجازة طويلة .. اول مرة اري اجازة اكثر من سنه كاملة .
عمر : يبتسم ثم يقول .. ها انت الان بت تعرف انه يوجد اجازات اكثر من سنه .
صديق عمر : يا الاهي ... انت تبتسم ثم يضحك ويقول علينا الاحتفال اليوم .. فالرجل الضاحك عادة اليه الابتسامة من جديد 
عمر : لا تبالغ يا صديقي ... يجب ان اذهب الان لدي بعض الامور يجب ان انجزها بالنزل .. ولك عليك بزيارتي عاجلا ام اجلا .
صديق عمر : نعم .. سنفعل .. ساخبر باقي الرفاق وناتي لزيارتك .. فلقد اشتقنا لك كثيرا .
عمر : حسنا الي اللقاء .

ان عمر سعيد جدا لمقابلة احد اصدقائه ... يتجه الان الي المنزل ومازالت الابتسامه علي وجهه . يدخل المنزل ويتجه الي غرفة مكتبه .. يجلس علي حاسوبه .. ويفتح احدي المواقع الاجتماعية .
نعم بعد طول انقطاع عن المواقع الاجتماعية والناس والعزله الان يعود الي طبيعته ... ولكن ليس بشكل كامل .

الموقع يرفض ان يفتح ... هل يا تري هذا الموقع لا يريد لعمر ان يخرج من عزلته ام ماذا .

لقد نسي عمر جزء من كلمة السر الخاصة بحسابه في هذا الموقع .. ابتسم عمر ثم قال في نفسه .. 
هذا افضل يجب ان ابداء من جديد .. ومع اشخاص جدد .
انه الان ينشي حسابا جديد ولكن هذه المرة باسمه الحقيقي .

الكاتب :-
اظن بان عمر يريد ترك الكذب والخداع .. والدليل انه لاول مره يكتب اسمه الحقيقي في احدي المواقع الاجتماعية .

الرواية :-
استمر عمر الخروج من وحدته شي فشي .. مضي شهر وحالة عمر في تحسن كبير ...
الان عاد الي العمل مره اخري .. ولكنه ترك  عاداته السيئة القديمه .. فلقد بدل هاتفه .. واعطي رقمه الجديد لأصدقائه المقربين وزملائه في العمل فقط .

عادة المياه الي مجاريها ... بل افضل من الاول .. فقد اصبح عمر رجل لا يكذب ويخدع  ... اصبح قلبه ابيض .


الكاتب :- حمد لله الذي شفي قلبك يا عمر .. ولكن عمر الي يومنا هذه لم يعثر علي عبير.. واعتقد انه لا يريد ان يبحث عنها مرة اخري .


الرواية :-

: عشق عمر :

مضي عام وكل الجراح والاحزان تصغر من مرور الزمن عاد عمر الي حياته الطبيعية وعادة الساعدة الي المنزل من جديد ...
انه فصل الشتاء .. الجو بارد جدا الساعده عند منتصف الليل ولم يعد عمر بعد من العمل .. تشعر والدة عمر بالقلق فلم يعد عمر يتاخر عن المنزل منذ مده طويله جدا ..
:الكاتب:
نعم ان عمر ترك كل الاشياء السيئة التي كان يفعلها ولهذا لم يعد يتاخر في العوده الي المنزل .. تري ما الذي اخرك اليوم يا عمر ..

:الروايه:

ان عمر يجلس الان علي مكتبه وامام شاشة حاسوب المكتب .. نعم ان ما يؤخره في العوده هي تلك الفتاه التي صادفها علي احدي المواقع الاجتماعية ..

هاتف المكتب يرن .. يلتقط عمر السماعه بيده ويجيب علي الهاتف.. انها والدته تريد ان تعرف ما الذي اخر ابنها لهذه الساعه 
والده عمر : اين انت يا ولدي ماذا حدث لما كل هذا التاخير
عمر : اسف يا امي كان يجب ان اتصل لاخبرك باني ساتاخر قليلا في العمل ..
والدة عمر : حسنا الان الساعه بعد منتصف الليل الن تاتي الان
عمر : حسنا اني قادم يا امي .

يخرج عمر من المكتب مسرعا وهو في حيره من امره .. ويقول في نفسه ما الذي افعله .. وماذا حدث لي .. حتي اقضي كل هذا الوقت احدث فتاه لا اعرف حتي اسمها ولم وجهها بعد .. غريب امري .. ثم يختمها بابتسامه ..
يصعد عمر الي سيارته والسعاده تغمره ..
وصل الي المنزل وجد والدته بالخارج قرب الباب فلم تستطع والده عمر الجلوس فخرج ليطمئن قلبها علي ابنها ..
الان دخل عمر المنزل اعتزر من والدته مره اخري لتاخره دن ان يعلمها .. ودخل غرفته ثم بدل ملابسه واستلقي علي فراشه .. ثم سمع نداء والدته فرد قائلا ..
عمر : نعم يا امي 
والدة عمر : هيا اخرج فلنتناول الطعام قبل ان تخلد للنوم 
عمر : حسنا يا امي قادم 

خرج من غرفته اتجه الي المطبخ جلس علي الطاوله .. وتضع والدته اطباق الطعام امامه ثم يجلسان الاثنان لتناول الطعام معا .. 
اكمل عمر تناول طعامه نهض من مكانه واتجه نحو البراد تناول كأس من الحليب ثم اتجه الي غرفته دخل الغرفه ثم استلقي علي فراشه وخلد للنوم ..
: الكاتب:
نعم فقد كان مرهقا جدا طوال يمه يعمل وفوق هذا تلك الفتاه التي جعلته يبقي بالعمل الي بعد منتصف الليل .. ليتني اعرف من تلك الفتاه يا عمر ..

: الروايه :

اشرقت الشمس باشعتها الورديه وحنان شمس الشتاء يغطي كل بقاع الارض العصافير تشقشق علي نافذة غرفة عمر .. تدخل والدة عمر وفي يدها كأس من الحليب البارد .. تنظر الي والدها وهو نائم تتامله قليلا ثم تبتسم شاكرا لله .. تجلس بالقرب منه علي فراشه وتوقظه بلمسات خفيفه علي وجهه .. 
يستيقظ عمر والابتسامه تملا وجهه وكانما هو اسعد رجل بالدنا .. يقبل رائس امه ثم ياخذ الحليب من يدها ويضعه علي طاوله صغيره بالقرب من فراشه ..
ينهض من مكانه ويتجه الي الحمام .. الان يستحم ويتغني ببعض الاغاني داخل حمامه .. يخرج من الحمام يدخل غرفته يتناول كائس الحليب ثم يبدل ملابسه ويتاهب للخروج ..

يصيح عمر: اماه اني خارج ..
والدة عمر : رافقتك السلامه يا ولدي انتبه لنفسك ..
عمر : حسنا الي اللقاء ..

خرج والان في طريقه الي العمل ولا يشغل تفكيره الا تلك الفتاه التي علي الموقع الاجتماعي ..
وصل المكتب شغل حاسوبه وفتح الموقع الاجتماعي ..
وجدها بانتظاره ... القي عليها التحيه
عمر : اسف لاني بالامس خرجت دون توديعك ولكن كان الوقت قد تاخر ووالدتي قلقت علي كثيرا 
فتاة الموقع : لا عليك دعك من هذا الان .. صباح الخير 
عمر : صباح النور .. ولكن انا لم اعرف اسمك بعد ..

في هذه الاثناء تدخل السكرتاريه الي مكتب عمر لتخبره بان رئيس العمل يريده في مكتبه بسرعه 
نهض عمر من مكانه ودون واتجه الي مكتب رئيسه ..
يطرق باب مكتب  رئيس العمل ..
رئيس العمل : تفضل 
دخل عمر والي التحيه لي رئيسه ثم جلس بالكرسي المقابل للمكتب
رئيس العمل : كما تعلم يا عمر انه لدينا اعمال خاج مدينتا هذه كما انني اريد تقريريا كافيا عن اعمالنا في الخارج ولا اري احد مناسبا غيرك لارسله الي هناك فثقتي بك كبيره
كم انه سنضاعف مرتبك 
عمر : اشكرك لهذه الثقه الكبير يا سيدي ولكن ..
رئيس العمل : لا فرصه للرفض فقد اختارتك اللجنه انت وهذا قرار لا رجعته فيه 
ستسافر غدا باذن الله 
عمر : ولكن يا سيدي انا .. 
رئيس العمل : ازهب الان الي المنزل فاليوم هو اجازه بالنسبه لك حتي تستطيع ان توضب حقائب وتتاهب ليوم الغد فيوم غدا سيكون حافل 
عمر: حسنا يا سيدي ..

يخرج الان عمر من مكتب الرئيس ويخرج متجها الي المنزل علامات الا رضا واضحه بوجهه 
وصل الي المنزل ثم اخبر والدته بانه سيسافر في الغد بخصوص العمل وانه لن يتاخر فالتقرير لا يزيد عن ثلاثه يام 
والده عمر : حسنا يا ولدي فقط انتبه لنفسك فليحميك الله يا ولدي..
دخل عمر غرفته وبداء ينبش علي خزانه ملابسه ويوضب حقائبه وبينما يخرج الملابس سقطت صورة من علي الرف كانت باسفل ملابسه ..
التقط عمر الصورة بيده ونظر اليها ثم بداءت الدموع تنزل من عينيه ثم ترك الخزانه وجلس علي فراشه ينظر الي الصورة ويبكي حتي جفت دموعه .. 

: الكاتب :
لله درك يا عمر لا تحمل نفسك ما لا طاقه لك به فقدر الله وما شاء فعل .. اتعلمون لمن هذه الصورة .. انها صورة عبير نعم عبير .

: الروايه :

هداء عمر وانتهي من توضيب حقائبه وكانت الساعه العاشره فعليه ان يخلد للنوم مبكرا حتي يستيغظ مبكرا 
وخلد للنوم 
اشرقت الشمس صباحا جديدا ومل جديد وحياة جديده خرج عمر مودعا والدته التي لم تجف دموعها في وداعه حتي تواري عن انظارها ..
الان يركب القطار فهو الوسيله الوحيده للسفر بين المناطق البعيده .. استمرت الرحله في القطار يوما كاملا فما اطولها من رحله ..
وصل عمر الي المدينه .. مدينه كبيره يحتشد فيها كل انواع البشر سيارات كثيره والشوارع مزدحمه بصورة لا تصدق .. نزل عمر من القطار ثم حمل حقائبه وصار يبحث عن فندق حتي يقضي فيه لياليه الثلاثه ..
الان يقف قرب احدي محطات الباصات ويتامل في المدينه الكبيرة وسكانها وفي وقوفه لمح من خلف الطريق الاخر مبني ضخم .. مكتوب عليه فندق السعاده .. ابتسم عمر فكان يعتقد بانه لن يجد فندقا بهذه السرعه في هذه المدينه الكبيره .. حمل حقائبه بحماس كبير وابتسامه تملا وجهه واتجه الي الفندق وبينما يضع رجله اليمني علي حافة الطريق لكي يجتازه الا وانه حدث ما لم يكون بحساب عمر
سياره مسرعه تصدم به .. صقط عمر علي الارض مغميا عليه .. ترجلت من السياره فتاه .. نعم كانت الفتاه هي التي تقود السياه .. احتشد الناس حوله فوضعوه علي سيارة الفتاه .. وانطلقت السياره ..
..
افاق عمر وجد نفسه في غرفة زهريه اللون والوسادات الحمراء تملاء المكان والارضيه بـ بياضها الناصع تشع كبرق من السماء .. التفت الي يمينه ووجده فتاه بقربه ..
تسئله هل انت بخير .. اسفه لم اراك تعبر الطريق سامحني
عمر : عمر لا عليك .. ولكن اين انا الان ؟ ...
الفتاه : عندما صدمتك بالسياره فقدت وعيك ولم يكن بمقدوري فعل شي الا ان احضرك الي منزلي 
عمر : حسنا شكرا لك .. يجب ان ازهب الان ..
يحاول عمر النهوض ولكن كان الالم يقول كلمته بانه لن تتحرك من مكانك شبر واحدا ..

:الكاتب:

استسلم عمر للالم فلم يكن بإستطاعته فعل شئ سوي المكوث بعض الوقت ملازما للفراش


:الروايه:

استلقي عمر علي الفراش مره اخري نظر الي الفتاه التي صدمته .. عيناها زرقاوان وشعرها حريري الملمس طويل كثيف شديد السواد .. ابتسم عمر وهو ينظر اليها وهي الاخري ابتسمت ابتسامه رقيقه شفافه تحمل معها الكثير من الحنان ..

قال لها عمر انا لم اعرف اسمك بعد يا انسه .. ردت وبصوت منخفض بكل انوثه ..اسمي سلمي .

ما اسمك انت .؟ اجابها بان اسمه عمر .. وصارا يتجازبان الحديث وتساله ما الذي اتي بك الي هذه البلد ويسئلها وهكذا انقضت ثلاثه ساعات من الحديث المستمر ..
عمر : يا الهي انا بحاجه الي الدخل الي الموقع الاجتماعي ..هل يمكنني استخدام حاسوبك ؟
سلمي : انا ايضا اريد الدخول ولكن بما انك طلبت في الاول سادعك تدخل اولا وبعدها سادخل انا .. وتبتسم .
عمر: بابتسام بيضاء يقول : حسنا احضي الحاسوب .

تنهض سلمي وتذهب لتحضر حاسوبها ..
الان احضرت الحاسوب ووضعته امام عمر و ويدخل عمر الي الموقع الاجتماعي بحثا عن تلك الفتاه الغامضه التي عثر عليها في الموقع الاجتماعي ..
بحث طويلا لم يجدها .. علي ما اظن انها لم تفتح الموقع الاجتماعي اليوم .. استسلم عمر وقال
عمر : اعتقد انني اكتفيت من هذا الموق اليوم يا سلمي .. هل تريدين ان تدخلي بحسابك ؟
سلمي : عجبا .. اكتفيت بسرعه كبيره .. ومعها ابتسامه .. نعم اريد ان ادخل اعطني الحاسوب .

مضي الوقت سريعا انها الساعه الحاديه عشر ومازال الاثنان يتجازبان الحديث فايضا الشخص الذي كانت تبحث عنه سلمي علي الموقع الاجتماعي اليوم لم يدخل وقررا ان يمضيان الوقت يحدثان بعضهما 
كل منهم يحكي للاخر قصته واعتادا علي بعضهم بسرعه ..
الساعه الان الواحد بعد منتصف الليل وصاره عمر يشعر بالنعاس .. تغطيه سلمي وتخرج من الغرفه متجها الي غرفتها وتخلد الي النوم ..

مر اسبوع كامل وعمر ماكث عند سلمي واهلها ولم ينجز التقرير الذي اتي لاجله بسبب الحادث .. كان افضل اسبوع في حياتيهما الاثنين عمر وسلمي .. 
وانت لحظه رحيل عمر .. فعليه ان يعود لبلدته ولوالدته ولعمله ... ودع سلمي واهلها وحزم حقائبه وعاد الي بلدته .. وفي طريق العوده لم تخرج سلمي من تفكيره للحظه فكانت تشغل باله طوال الوقت 

...
وصل عمر الي البلده وما اجمل العوده بعد غياب دخل المنزل . قبل يد والدته وصار يحكي لها ما حدث معه في رحلته و عن الحادث وعن سلمي ... وماذا فعلو بعد ان تعافي والحدائق التي زهبو اليها معا ليتنزهو وكل شي دار بينهم .

بعد ان انهي حديثه مع والدته دخل الي غرفته ليستريح قليلا من تعب السفر .. بدل ملابسه واستلقي علي فراشه .. اغلق عينيه وفجاه يري سلمي ... نعم سلمي .. يتزكر كل كلمه دارت بينهم وكل شي فعلاه وكل شي يمر بمخيلته كما لو انه امامه الان ... نهض وجلس علي الفراش والابتسامه تملاء وجهه ويقول في نفسه ايعقل ان اكون .... لا لا كيف هذا فانا لم ولن احب ابدا .. ان قلبي حجر ولكن ... لماذا تتاتي سلمي وتقتحم مخيلتي هكذا ... اذا ساتصل بها لاخبرا واسئلها ما الذي يحدث نعم ساسئلها .. ويختمها بابتسامه .. يخرج هاتفه من جيبه ويتصل ....

عمر : سلمي كيف حالك .. لقت وصلت الي البيت .
سلمي : حمد لله علي سلامتك .. انا بخير كيف حالك انت 
عمر : انا ايضا بخير .. ولكن لدي بعض الاسئله اريد ان اسئكلك لها .
سلمي : حسنا تفضل يا عمر 
عمر : لماذا كلما خلوت بنفسي تقتحمين انت خلوتي وتسيطرين علي تفكيري .. حتي انك لم تفارقي خيالي لحظه واحده منذ ان صعدت الي متن القطار حتي وصلت الي المنزل وليس هذا فقط بل عندما استلقيت علي فراشي لاخذ قسطا من الراحه تسللتي الي مخيلتي ايضا .. لا استطيع اخراجك منها فانا افكر بك دون ارادتي .. ماذا يعني هذا .؟

سلمي : وانت ايضا تبحر بمخيلتي يا عمر .. انت في كل زاويه من تفكيري .. انا ...
عمر : هل يعقل ان نكون ...
سلمي : نعم .... انا احبك يا عمر

:الكاتب:
هنا لم ينطق عمر حرفا واحد فلاول مره في حياته يشعر بمعني هذه الكلمه ويحس بحلاوتها ويعفر ما تعنيه وما تفعله ... لاول مره هذا الرجل يشعر بالحب وانه يحب ...

:الروايه :

سلمي : اين انت يا عمر ...؟؟؟
عمر : احبك يا سلمي

هكذا بداء عشق عمر ولن ينتهي ابدا فالعشق لا يموت العشق خالدا وسلمي تحبه وهو يحبها 
ترك عمر العمل في هذه البلده واخذ والدته وسافر الي المدينه واستئنف اعماله هناك تزوج عمر من سلمي 
وانجب منها فتاه واحده ... اسماها عبير ..
اتم الان تريدون ان تعرفو ماذا حدث لفتاه الموقع الاجتماعي .. اليس صحيحا ؟؟
ان سلمي هي نفسها فتاة الموقع الاجماعي .. ولم يعرف عمر بهذا الا بعد ان انجبو عبير .. 
عاشا بسعاده ووئام .

نهـــــــــــــاية الـــــــــروايه


للكاتب : معتصم جمعه علي .. 

برعايه منتديات لبيبكو السودانية
http://www.eezee.yoo7.com

وبالتعاون مع الصفحه الرائعه علي الفيس بوك 

الروايات وابيات الشعر بالعربيه الفصحي واللهجة العاميه السودانية
http://www.facebook.com/alrewayat

3 تعليق على هذه التدوينه

  1. غير معرف says:

    فكرة الرواية جميلة جدا والكثير من الخيال,ولكن مع كل الإحترام أعتقد أنها كانت ستكون شيقة أكثر بوجود بعض التوضيحات ك
    ذكر الأماكن باسماءها
    كذلك من المهم توضيح بعض اسماء الشخصيات التي تكرر ذكرها غير الأبطال مثل
    والدة عمر ,والد ووالدة هند’ذكر اصدقاء عمر
    استمتعت بالخيال وعشت الرواية كحقيقة , بإنتظار المذيد من الإنجازات والعطاء^_^
    (راوية)

  2. اسعدني كثيرا ابداء رائيك .. في الروايه تعمدت ان لا اكثر من الاسماء حتي تكون خفيفه علي القارئي

    وان شاء الله هنالك روايه جديده بعوان اشواك الورد ساطرحها لكم بعام 2013

    لك كل الاحترام والتقدير

  3. غير معرف says:

    شكرا علي الروايه الجميل ومزيد من الإنجاز الرائع

اترك تعليقك

لا تكن سلبيا وتكتفي بالقرائة .. شارك برائيك